بيان مــزالي الى الشعــب
جريدة العمل
جانفي 1984
…وليدرك كل الافراد والكتيلات الذين يعتقدون أنه من السهل زعزعة النظام او ادخال الفوضى على البلاد ان محاولاتهم فاشلة. وليتعض المواطنون بما حدث امس وخاصة بالعاصمة من حرق ونهب وسلب ومن تسرب عدد من قطاع الطريق ومن اشخاص مشبوه فيهم في تلك المظاهرات واعتداء هذه العناصر على المواطنين من نساء ورجال ثم انها اقتحمت الديار واحرقت السيارات.
وذكر الوزير الاول أن تونس عرفت في الماضي مثل هذه الاعمال وهذا يقوم دليلا على انه رغم التقدم وارتفاع المستوى مازال هناك انفار وعصابات تغتنم كل الفرص للتسرب والسطو والسرقة والنهب.
طبعا لقد كان المنطلق هي ذريعة وتعلة قضية حذف الدعم بالنسبة للحبوب ومشتقاتها. ان المستفدين بالدرجة الاولى من عملية الدعم للحبوب ومشتقاتها هي الطبقة الموسرة اما الطبقة المتوسطة والضعفاء فان استفادتها من هذا الدعم ضعيفة.
اتخذت اجراءات مرافقة لمواكبة رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها وتعوض للمواطنين والمواطنات الذين ليست لهم امكانيات الميسورين عما سيلحقهم بسبب رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها ملاحظا انه تم اتخاذ جملة من التراتيب التي تدخل في نطاق هذه الاجراءات والعمل متواصل لالحاقها باخرى هي الان تحت الدرس.
واردف الوزير الاول هذه الاصناف بعملة الحضائر الذين سترتفع اجورهم بمقدار مائتي (200) مليم في اليوم. أما بالنسبة للاجراء وصغار ومتوسطي الموظفين فسيتمتعون بمنح تعوض لهم ما سيلحهم من جراء رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها.
لماذا يريد البعض ان نستمر في دعم الخبز للسواح والاجانب والميسورين ونواصل بذلك توريد الحبوب من بلدان اجنبية بمقادير كبيرة من العملة الصعبة مبقين بذلك عى تفاقم العجز.
…وطمأن السيد محمد مزالي الموظفين والاجراء بان الضعاف منهم سيحصلون على تعويض كلي أما المتوسطون، فيغطي التعويض جزاءا كبيرا مما لحقهم من جراء رفع دعم الحبوب ومشتقاتها. وأضاف أنما قررته الحكوم انما هو نابع من تفكيرها الدائم في مصلحة الشعب ومصلحة الاقتصاد الوطني لتوفير اعتمادات جديدة تسمح بانجاز مشاريع جديدة. ولاحظ أنه اذا ما تواصل تبذير المال وصرفه في مئارب الاغنياء واستيراد القمح بالعملة الصعبة باسعار هي كل يوم في ازدياد فان اموال الشعب سيكون مئالها هذا الهدر.
وقال وانني اخاطبكم بلغة العقل وهي لغة صادرة عن قلب كبير يطفح عطفا ورافة بضعاف الحال الذين هم الشغل الشاغل للرئيس الحبيب بورقيبة وحكومته التي ترعاهم مؤكدا على أن تظل ثقة الجماهير في النظام دائمة قوية ومتجددة.
…وقال وليعلم هؤلاء ان ما سيوظف من زيادة في اسعار العجين والخبز سيعوض لهم بمنح مالية بما يجعل التعويض بهذه الكيفية عادلا ومستقيما يستفيد منه الذين يستحقونه.
(والله اسال ان يجنب تونس كل مكروه وان يلهم كل التونسيين والتونسيات ويهديهم الى اعتبار الاهم والمصلحة العامة واعتبار الاخطار المحدقة بالبلاد وخاصة تلك التي تبرز فجاة لنكون منها على يقظة ونحول دون عبث العابثين. ونحن نعتمد عليكم ولكم ان تعتمدوا علينا).